تعددت أشكال الحرب التي يشنها نظام الطالح الدكتاتوري على محافظة صعدة و المناطق المجاورة لها بمساعدة خارجية ، ولم تعد الحرب قاصرة على الدبابة و الطائرة و الصاروخ ، بل إبتكروا طرقآ أكثر قذارة من تلك الحرب الميدانية ، و لن نتحدث كثيرآ عن كل الطرق التي أستخدمت في هذه الحرب و سيقتصر الحديث على نوع واحد من هذه الطرق التي إستخدمت في الحرب ضد صعدة ..
هذه الطريقة هي الحملة الإعلامية القذرة التي إستخدمت فيها جميع الإتهامات الباطلة و الألفاظ النابية و لكن قبل أن نخوض في هذه المسألة يجب أن نتكلم عن الأسباب التي جعلت الناس ينتهجون هذا النهج المتدني في مستواه :
1 - الهزيمة النكراء التي تعرضت لها قوات الطاغية على تراب صعدة ، حيث إتجه إلى هذه الأساليب الدنيئة للتغطية على هزيمته ، كالدعم الخارجي ، و التدريب على أيدي خبراء و الكثير من الترهات التي لا دليل عليها و لا برهان ..
2 - الجرائم البشعة التي إرتكبها نظام الطالح الدكتاتوري و جيشه العرمرم و التي لن يغطي عليها إلا تشويه الحقيقة و كيل التهم الحقيرة على فئة مستضعفة من أبناء شعبه ..
3 - وجود شريحة من الشعب باعت و طنيتها و أنتهجت طريقة الدق على أوتار المذهبية البغيضة و الطائفية النتنة التي لا يتراقص على نغماتها إلا الجبناء التكفيريون الذين لا يستطيعون العيش إلا في الظلام ، ولا يستطيعون العيش مع وجود المنافس فيسعون إلى إقصائه و تكفيره ..
4 - تدخل الأصابع السوداء القادمة من خارج الحدود و التي يعرف الجميع بأنهم لن يصنعوا أمجادهم وسعادتهم إلا على بؤس اليمنيين و تعاستهم من أجل الإيقاع بين الإخوة اليمنيين ..
5 - الصمود و البسالة منقطعة النظير التي ظهر بها الأبطال من أبناء صعدة الباسلة و إخوانهم الشرفاء من أبناء اليمن الذين وقفوا في صفهم ضد هذا العدوان مما أحرج قوى الطغيان ..
كل تلك النقاط ساهمت و تسببت في تحول خطير في خط سير الحرب حيث إنتهج الناس نهجآ جديدآ تمثل في إتهام الشعب اليمني لإخوتهم من أبناء صعدة بإتهامات يندى لها الجبين حيث كفرهم البعض و البعض إتهمهم بالردة و الخروج من الملة و تداول الناس بينهم الفاظآ نابية يقصدون بها إخوتهم أبناء صعدة كالمجوس ، و الفرس ، و الرافضة ، و الإمامية و الإثني عشرية ..
و تطور سوء أخلاقهم حتى تطاولوا على المذهب الزيدي و الذي تعايش أبناؤه مع إخوانهم في اليمن مئات السنين ، و لحقوا كل الهاشميين و أتهموهم بكل التهم القبيحة و العمالة ..
و لم يكتفوا بذلك بل تجاوزوا كل الخطوط الحمراء و أساؤا إلى بناتنا و نسائنا و زوجاتنا و أتهموهم بأقبح التهم التي نترفع عن إلقائها على نساء اليهود و النصارى ، و قذفوهم بالفحشاء و المنكر و أساؤا إلى أبناء صعدة الشرفاء أهل الشرف و النخوة على مر السنين ..
و هم يعلمون بكذب تلك الإفتراءات و زيفها ، و أنه لا يمكن أن يزايدنا أحد على وطنيتنا و ولائنا لليمن الذي يجري حبه في قلوبنا مجرى الدم في الشريان ..
و إذا كانت مبررات السلطة معروفة في سوق الإتهامات من أجل تشريع الحرب الظالمة علينا ، و التغطية على جرائمهم البشعة في حق المواطنين العزل ..
و إذا كانت أيضآ مبررات مثيري الفتن الطائفية و المذهبية معروفة أيضآ ، حيث أنهم لن يستطيعوا العيش إلا بهذه الفتن ..
فماهي مبررات بقية الشعب الذين يرددون ما يسمعون من دون علم و لا عقل ، لماذا هذا التخلف ، لماذا هذا التدني في الأخلاق ، لماذا التفريط في الروابط الأخوية السامية ، لماذا الإنجرار خلف كل ناعق ، لماذا نثبت على أنفسنا أننا دائمآ نقبع في ذيل القائمة الفكرية و العقلية و الثقافية ، لماذا هذه التبعية للأيدي الخارجية و أخذ ثقافتنا عن طريف من لا يعرفون واقعنا إلا عن طريق الظن ..
و لكن تأكدوا جميعآ بأن هذه الممارسات السيئة و عملية الإقصاء و التهميش لن تنال من همتنا و لن تنال من عزيمتنا ، بل بالبعكس ستسعى هذه التصرفات إلى تجميع الصف و وحدة الكلمة ، و ستزيد الناس بسالة و تفانيآ من أجل فرض الإرادة و إثبات الوجود ، و سيبذل أبناء صعدة الغالي و الرخيص من أجل درء هذه التهم عن أنفسهم وإبعاد شبحها عن أجيالهم ، و سيقاتلون من أجل الدفاع عن عرضهم وشرفهم ، و سيثبتون للناس بياض صفحتهم بدمائهم ، و لن يبقى أمامهم أي حل إلا النصر أو الشهادة ، إما أن يعيشوا بين الناس بوجوه مشوههة و إما أن يفرضوا قوتهم وجدارتهم بقوة سواعدهم ، وسيهربون من الخزي الذي صورتموهم به بإتجاه النصر هروب الخائف الولهان ..
و كلما زادت التهم و الإساءات زاد الصمود و البسالة و زاد العزم من أجل النصر و إثبات الذات وستزيد الحسرة و الحرقة في قلوبكم و ستقتلون أنفسكم بأنفسكم و ستشربون من نفس الكأس الذي تسقون الناس منه ..
و الله أكبر و العاقبة للمتقين ..