منذ بداية إبريل الماضي تحديداً ظهرت على وسائل الإعلام الرسمية حملة إعلامية منظمة وغير مبررة ضد من يسمون بالحوثيين ؛ ولم تخجل بعض التناولات الإعلامية من إلقاء التهم جزافاً حتى بعد ساعات قليلة من حوادث معينة كضرب الرصاص على مهندسي الطرق في المهاذر أو مقتل الشيخ قروش
لا يمكن تبرير أي خروقات يرتكبها هذا الطرف أو ذاك غير أنه من اللازم القول بكل صراحة وصدق أن الحكومة اليمنية وجيشها وإعلامها وأتباعها هم المدانون أكثر من الحوثيين في مسألة خرق الإتفاقيات والتنصل عنها وتكرار الإعتداءات
لقد قالها الرئيس بملئ فيه في لقاءه الشهر الماضي مع صحيفتي الحياة والشرق الخليجيتين بأن اتفاق الدوحة قد انتهى ؟!!
الرئيس في ذات المقابلة وللمرة الأولى يعترف بأن الحوثيين ليسوا شيعة كشيعة لبنان والعراق وإنما هم زيدية ! وأن الدعم المقدم لهم أغلبه من الداخل اليمني ! بل ويعترف أيضاً أن الحوثيين لديهم أنصار ومؤيدين حتى في أهم أجهزة الدولة كالجيش والرئاسة ؟!! راجعوا المقابلتين ففيهما الكثير من الفلتات الرئاسية في عدة قضايا
سأحاول هنا استقراء ما يمكن أن تكون مبررات معلنة وغير معلنة للسلطة في شنها للحرب السادسة التي أتوقع أن قرار شنها قد تم إتخاذه لولا مستجدات الأحداث والأوضاع في المحافظات الجنوبية من اليمن
قد يتم تأجيل الحديث الرسمي عن الحرب حتى انتهاء العروض العسكرية في 22 مايو القادم ؛ وحتى يتم التأكد من الموافقة والدعم الإقليمي ( السعودي خاصة ) والحياد أو السكوت الدولي ( أمريكا خاصة )
إذا جئنا أولاً للمبررات الحقيقية وغير المعلنة التي على أساسها ومن اجلها سيقوم النظام بشن الحرب السادسة ضد الحوثيين وأبناء الزيدية ؛ ويمكن تلخيصها فيما يلي /
- رغبة النظام اليمني في إظهار حرصه على أمن المملكة السعودية وفي ذات الوقت محاولة إبتزازها واستلام المبالغ الخيالية الضخمة التي تقدمها السعودية عادةً في كل حرب بشكل شهري وأسبوعي وأحياناً يومي !؟
- الرغبة في تصوير الحوثيين كطرف ملحق بجبهة إيران وحزب الله وحماس من أجل إقناع الدول الغربية بخطورة الحوثيين وإرهابيتهم وضرورة القضاء عليهم غير أن هذا الهدف بالذات فشل فشلاً ذريعاً أولاً لعلم الدول الأجنبية بحقيقة الحوثيين وكونهم حركة إجتماعية لها شعبية وقاعدة واسعة بخلاف القاعدة وثانياً لأن الحوثيين حتى الآن لم يتبنوا أي عملية ضد المدنيين العزل أو ضد الأجانب المعاهدين المسالمين ؟!؟
- الفراغ الدستوري والإحتقان السياسي القائم بين القوى السياسية – خاصة مع إتفاق تأجيل الإنتخابات - عادة ما يتم الهروب منه دائماً خلال السنوات الأخيرة إلى الحروب ضد أبناء صعدة والزيدية كونهم الفئة المهمشة والمضطهدة والحلقة الأضعف تنظيماً ودعماً واهتماماً من قبل الأطراف الخارجية بخلاف غيرهم من الحركات والتيارات كالإخوان والسلفيين وحتى الصوفية والإسماعيلية المكارمة المدعومين جميعاً بأموال خارجية ضخمة يتعيش منها زعمائهم وزعيم اليمن أيضاً كما لهم غطاء سياسي خارجي غير عادي ؟!؟!
- الحالة الإقتصادية المتردية تجعل السلطة متحفزة للتغطية على تداعياتها بالحرب ويمكن أن تكون الحرب ككل مرة أحد أهم التبريرات لغلاء الأسعار والجرع السعرية المجوعةو المميتة للشعب !!
- استعراض العضلات وإرسال رسائل للمعارضين السياسيين في الداخل والخارج بأن التصفية الجسدية والحرب التي لا هوادة فيها هي مصير من يقولا ( لا للظلم لا لتكميم الأفواه لا للإرتهان للخارج ) ؟!!! وهذا الهدف بشكل خاص قد انقلب بشكل عكسي في كل الحروب السابقة فقد أدت انكسارات الجيش في صعدة وسفيان وبني حشيش وغيرها إلى إضعاف هيبة الجيش وانعدام هيبة الدولة والنظام فقد صار بإمكان أطرف شيخ أو قاطع طريق أن يحتجز احد السواح ويفرض كل شروطه على الدولة ويتم فوق ذلك مكافئته بدلاً من محاكمته !؟
- الأوضاع في الجنوب لم تكن لتتطور وتعلو سقف مطالب الجنوبيين لولا ما رأوه وشاهدوه من ضعف الدولة والجيش في صعدة ولم يشتد عود الحراك إلا بعد الحرب الصعدية الرابعة التي خلالها استطاع الحوثيين السيطرة على عدة مديريات في صعدة وإدارة شؤونها !؟!؟
بالنسبة للمبررات المعلنة التي سيعلنها النظام لقيام الحرب السادسة فلن ( تعدم الخرقاء علة ) كما يقول المثل العربي ولن تعدم السلطة المتعطشة لدماء شعبها مقابل ريالات ودولارات الخارج أي مبرر ولو سخيف وغير منطقي ؟ حتى وإن كان الزعيم المفدى قد اعلن في يوليو من العام الماضي بأن حرب صعدة لن تعود أبداً إلا أن مغريات الأشقاء والأموال وضرورات المبررات السابق سردها ستجعله يرجع عن وعده وتعهده ثم هي ليست المرة الأولى ولا الأخيرة فلا زال منذ ثلاثين عاماً يكذب ويكذب على أبناء شعبه !؟!
لابد من تذكير السلطة والقائمين عليها أن حرب صعدة الأولى انفجرت في عزلة واحدة من عزل مديرية حيدان والثانية اندلعت في مديريتين والثالثة وصلت إلى أربع مديريات والرابعة وصلت إلى أكثر من عشر مديريات في صعدة ومديرية كل من عمران والجوف والخامسة اندلعت في كل مديريات محافظة صعدة وعدة مديريات في عمران والجوف وحجة ومديرية بني حشيش في محافظة صنعاء !!!! وللسلطة وغيرها الآن توقع عدد المديريات والمحافظات التي ستدخل أو بالأصح ستسقط من يد الدولة في حال قيام الحرب السادسة ؛
السبت أغسطس 29, 2015 11:30 pm من طرف ام جميلة
موضوع: مبررات النظام لشن الحرب السادسة ؟ 
