حذر من حرب سادسة وقال بأن الرئيس هددهم.. عبدالملك الحوثي في حوار جديد لـ"الناس": نحن مجاميع من المسلمين ولسنا "حركة حوثية" ولا نرتضي لأنفسنا هذه التسمية!
الأثنين, 03.23.2009, 03:26am (GMT)
شنّ عبدالملك بدر الدين الحوثي هجوماً عنيفاً على السلطة وأجهزتها الأمنية، ومتهماً أطرافاً داخل السلطة بالإعداد لما أسماها حرباً سادسة في صعدة، مضيفاً بأن هذه الأطراف الحكومية-التي لم يسمها-، تسعى للإبقاء على الوضع في صعدة غير مستقر حتى تكتمل استعداداتهم لحرب جديدة شاملة، وأكد الحوثي في حوار صحفي جديد أجرته معه "الناس" عبر الهاتف، أنهم تلقوا رسائل تهديد من قادة السلطة تفيد بأنهم عازمون على الاستمرار في نهج الحروب الداخلية والأزمات، حسب ما جاء في هذا الحوار.
- يرى البعض بأن النفوذ المتزايد للحوثيين في صعدة بعد الحرب الخامسة، جعلهم كما لو أنهم باتوا يشكلون"دولة داخل الدولة"، كيف تنظرون أنتم لهذا الأمر؟ وما مدى الدقة في هذا التشبيه لكم؟
* السياسات الخاطئة والسلوك العدواني الذي تمارسه السلطة يجعلها مكشوفة أمام الشعب على حقيقتها، كما أن وضوح مظلوميتنا ووضوح إنصافنا وتحركنا الثقافي السلمي في إطار مسئولية تعني الجميع حقق الكثير من الاستجابة والتفهم والالتفاف الجماهيري، أما مزاعم بعض الأفراد بأننا نشكل دولة داخل الدولة وهذا هو منطق بعض المسئولين المعادين والمحرضين دائماًَ على الحروب الداخلية لإنهاك الشعب وتدمير البلد واستنفاد جهد المؤسسة العسكرية فيما يضر ولا ينفع ويهدم ولا يبني ويفسد ولا يصلح، إن أصحاب هذه المزاعم ليس عندهم فهم صحيح لا للدولة ولا للمواطَنة ولا توجد لديهم رؤية الإسلام عن كيف ينبغي أن يكون واقع الأمة الإسلامية، وهؤلاء مهووسون ومفجوعون على مناصبهم ومراكزهم داخل الدولة التي يستغلونها للتسلط الظالم والنهب الدائم لثروات وحقوق الشعب المظلوم، ولذلك يحسبون كل صيحة عليهم، وينزعجون من كل صوت حق ونبرة حرية وكشف للحقائق، لقد أصبحوا يرون في التسلط على الآخرين والسرقة للثروات والمصادرة للحقوق عنواناً اسمه الدولة، وعلى هذا الأساس يواصلون مشوارهم الكارثي في استعباد الشعب، ويحاولون إبعاد هذا الشعب عن كل تحرك حرٍّ حتى وإن كفله الدستور، فلا حرمة لديهم لشيء إلا هواهم ومزاجهم، وهم لا يقبلون بالمواطنة القائمة على كرامة الإنسان وحقوقه، لكنهم يريدون الاستعباد.
- المتحدث باسمكم (صالح هبرة) بدأ يصرح بتصريحات خطيرة منذ الأسبوع قبل الماضي وحتى اليوم لوسائل الإعلام ويتهم السلطة بالإعداد لحرب سادسة في صعدة ويدعي بأنه يجري الإعداد لها في جهاز الأمن القومي، وهو ما استهجنته السلطة ونفته بشدة مؤكدة أن خيارها الوحيد هو السلام وضد أي حرب.. إلى ماذا استندتم في اتهاماتكم هذه وما الذي يدفعكم لافتعال مثل هذا التصعيد الخطير فجأة؟
* السلطة لا تتبنى خيار السلام إلا إعلامياً، وأما ما يجري في الواقع فهو أمر مختلف تماماً، فعمليات القتل في هذه الفترة طالت أكثر من 85 مواطناً، والمحاولات لإثارة حروب قبلية لم تتوقف، ومصادرة مشاريع صعدة وتجميد عمليات التنمية شيء مستمر، والسجناء حتى الذين ليسوا محسوبين علينا وحتى الأطفال والطاعنين في السن والمرضى لم يتم الإفراج عنهم، والتعامل العدائي لا يزال رسمياً في كل شيء، وقطع الطرق والعبث بأمن المواطنين وحصار مناطق كمنطقة بني بحر شيء موجود، وإنما الفرق حالياً أنها ليست حرباً شاملة، وقد اختاروا خيار لا سلام والإبقاء على الوضع غير مستقر حتى تكتمل استعداداتهم لحرب جديدة شاملة وعدوان جديد ظالم وإجرامي بدلاً من تحقيق السلام والإفراج عن السجناء وإعمار ما دمرته آلة الهدم التي بأيديهم.
- الأسبوعيان الماضيان شهدت عدد من المناطق في صعدة مواجهات عسكرية بين الدولة وبين أنصاركم خلفت العديد من القتلى والجرحى، وهو ما أثار المخاوف مجدداً من إمكانية عودة الحرب واتساع نطاق المواجهات، بالرغم من تأكيدات السلطة وإعلان الرئيس وقف الحرب الخامسة الذي أكد بوضوح يومها بأن الحرب في صعدة لن تعود إلى الأبد.. فهل لا زلتم تخشون من إمكانية عودة الحرب -لاسمح الله-؟
* المواجهات في غمر قد توقفت حالياً بعد جهود مكثفة من لجنة الوساطة، والسبب في المواجهات قيام عناصر مما يسمى بالأمن هناك بإثارة حرب والاعتداء على المواطنين المحسوبين علينا دون وجه حق، ودون أي مبرر مشروع، إنما في سياق جهود السلطة في خلق وضع غير مستقر في صعدة ومن منطقة إلى أخرى يستمر الحال هكذا، فإذا هدأت الأوضاع في منطقة أشعلوا حرباً في منطقة أخرى ومشاكل في منطقة ثالثة، أما موقف السلطة الرسمي تجاه الحرب فالذي نعرفه منهم ومن رسائل التهديد التي وصلت إلينا أنهم عازمون على الاستمرار في نهج الحروب الداخلية والأزمات وكان وضوح موقفهم المتغير من السلام من آخر شهر رمضان المبارك بعد إكمال استلام الآليات العسكرية المدمرة، وقاموا من حينه بتجميد كل خطوات السلام التي كان من المتفق عليه القيام بها من إفراج عن السجناء وإعمار لما دمروه في الحرب وغير ذلك كما أطاحوا بالوزير عبد القادر هلال وعملوا مسرحيات في لجان وساطة جديدة ومكلفين جدد بالملف هكذا نجد أن المسألة عندهم مسألة وقت يتم استغلاله للاستعداد والتهيئة لحرب جديدة وعدوان جديد والله المستعان.
- ما مضمون التهديدات التي زعم صالح هبرة بأن الرئيس وجهها لكم قبل سفره إلى روسيا، وعبر من وصلتكم تلك التهديدات التي قال هبرة بأن الرئيس أرسلها إليكم، وماذا كان ردكم عليها؟
* التهديدات هي بوحدات عسكرية قال أنها ستفعل(.....)، وشتم كل الهاشميين في موقف عنصري غريب، ونحن نؤكد أننا لا نخشى إلا الله واعتمادنا على الله وعلى مظلوميتنا وإنصافنا وحسبنا الله ونعم الوكيل نعم المولى ونعم النصير، وكفى بالله ولياً وكفى بالله نصيراً، ونحـن نحث السلطة أن تتفهم الواقع وتعرف أنها تسلك طريقاً خاطئاً فالعدوان والظلم عواقبه وخيمة ( إن ربك لبالمرصاد )، ولا مبرر للحروب الداخلية، وإذا كانوا يرغبون في الحروب فلماذا لا يحاربون أعداء البلد؟ ولماذا يفرطون في سيادته واستقلاله ؟ ولماذا يقفون موقفاً جباناً وذليلاً حتى أمام أرتيريا؟ ولماذا لا يتفهمون الخطورة الكبيرة على البلد من جهة البحر والسواحل ؟ ولماذا فقدوا الاستقلال في القرارات الهامة والمصيرية، وباتوا مرتهنين في يد الآخرين؟ إن الحروب الداخلية لن ينتج عنها إلا نتائج عكسية وهذا ما ثبت لهم بعد خمسة حروب، ولو كان للحرب أن تكون حلاً وتحقق لهم هدفاً لكان هذا تم منذ البداية ولكن أكثرهم لا يعلمون!!.
- ألا ترى أن كلامك هذا يشبه خطاب الحرب ويعكس من جانبكم تصعيداً إعلامياً خطيراً يساهم بمزيد من توتير الأجواء ولا يخدم جهود تثبيت السلام في صعدة، في وقت نجد تصريحات وبيانات السلطة وهي تبدو أكثر منكم حكمة وميولاً لخطاب السلام فضلاً عن نفيها القاطع لكل هذه التهم التي تصرون على اتهامها بها، ما يعكس حرصًا حكومياً شديداً وواضحاً على رفض ونبذ خيار العودة إلى الحرب؟!
* السلطة لم توقف التحريض الإعلامي عبر صحف معروفة بتبعيتها لها؛ لم تنفك تحرض على العدوان وإثارة المشاكل، والأخطر من ذلك، الممارسات الفعلية والعدوانية في أرض الواقع واتخاذ قرار بالحرب، وإلا فموقفنا واضح، لا نعتدي لكن نواجه العدوان، ولا نبتدئ بالحرب لكن ندافع عن أنفسنا. ومواقفهم التي تثبت عدم الجدية تجاه السلام واضحة فمن أهمها، ملف السجناء، وملف المفقودين، والإعمار، والحريات العامة – المكفولة شرعاً وقانوناً – إلى غير ذلك... ولم نلحظ أي توجه إيجابي تجاه هذا كله.
- يلاحظ المراقبون أن الحوثيين نشطوا خلال الآونة الأخيرة في استغلال المناسبات الدينية المختلفة للقيام بجمع الحشود الكبيرة وتنظيم الاحتفالات الجماهيرية كنوع من الاستعراض الإعلامي ومحاولة إظهار الثقل الجماهيري لكم، ما تعليقكم؟
* المناسبات الدينية تسهم إسهاماً كبيراً في توعية المجتمع ولها قيمتها الكبيرة في الحفاظ على الحرية الدينية التي أهدرتها السلطة، كما لها قيمتها أيضاً بقدر ما تتعلق به وله صلة بمضامينها، فمناسبة ذكرى مولد الرسول صلوات الله عليه وعلى آله وسلم لها ثمرتها الكبيرة في وقت تتكرر فيه الإساءات إلى الرسول، وفي وقت تحتاج الأمة إلى الاستفادة من الرسول في موقع القدوة والقيادة والرحمة والحكمة فيما يفيد ويسهم في إصلاح واقع الأمة الراهن إلى غير ذلك..، وفي الفترة الأخيرة حاولت السلطة - بغيا وظلماً - منع المناسبات الدينية دون مبرر، فنحن نقيمها بطريقة سلمية وبإمكان أي شخص أن يتأكد عبر الحضور لدينا فيها، ولا صحة لبعض الافتراءات التي تدعي أننا نقوم بإطلاق النار فيها، فهي مجرد أكاذيب وبهتان من جهات لا تستحي من التمرغ في وحل الدجل والافتراء، وللعلم فبعد الحرب الثانية منعت السلطة في صعدة حتى الإحتفال بذكرى مولد رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وكانت تحتفل حتى بمناسبات لا قيمة لها ولكن لا تسمح بالاحتفال بمناسبات لها أهمية كبيرة، ولكن كان من ثمار التحرك الجماهيري الواسع أن يكسر تلك المحاولات الظالمة التي تمس حرية المجتمع، فلم يعد بالإمكان أن تقوم السلطة بإلقاء القبض على مئات الآلاف الذين يحتفلون بالمناسبات الدينية، ولا أن تقتل الجميع، فكان محرجاً للسلطة ولجأت إلى أساليب أخرى لعرقلة الاحتفالات من إثارة مشاكل أمنية واعتقالات محدودة ومنشورات تكفيرية لكنها لم تنجح وفشلت.
-