[b]النواصبُ الحَــاقدون إنما يُعاندون اللـَّـهَ ورَسولـَه مفاهيم إسلامية صحيحة
Monday, 27 April 2009
بقلم العلامة/إبراهيم بن محمد الوزير
> بلغني أن بعضَ الكـُـتَّاب في إحدى الصحُف المأجورة افترى عليَّ ونسَبَ إليَّ ما لم أقل ، وهو أنني كَتبتُ في صحيفة "البلاغ" أنه لن يُحسنَ اللـَّـهُ ختامَ إلاَّ مَن كان من أولاد فاطمة الزهراء عليها وعلى رسول اللـَّـه الصلاةُ والسلامُ ، وأنا كما يَعرفُ القراءُ لم أقل شيئاً من ذلك ، ولكنهم هكذا يفترون على اللـَّـه الكذبَ ، وما ذلك إلاَّ كراهية لفاطمة الزهراء إبنة رَسول اللـَّـه التي هي بضعةٌ منه كما أخبَرَ بذلك رسولُ اللـَّـه -صَلـَّـى اللـَّـهُ عَلـَيْه وَآلـَــهُ وَسَلـَّـمَ- الذي يقولُ : "فاطمةُ بضعة مني من سرها فقد سرني ، ومن آذاها فقد آذاني" ، وأيضاً كراهية منهم للإمام علي عليه السلام الذي سار في الناس بالعدل والقسط ، وأنا أقولُ لهؤلاء وللناس أجمعين : إننا نعلنُ أمَامَ اللـَّـه وأمامَ الناس أجمعين أننا نحبُّ علياً وفاطمة وابنيهما الحَسَن والحسين أبناءَ رسول اللـَّـه صلى اللـَّـه عليه وآلـَه حُباً شديداً ، ونأملُ من اللـَّـه أن يحشُرَنا معهم وبجانبهم وألاَّ يفرقَ بيننا وبينهم حتى يُدخلـَـنا مدخلـَهم ، فإذا حُشرتُ أنا ومَن معي مع علي وفاطمةَ وابنيهما أبناء رسول اللـَّـه ومع زينب بنت الإمام علي عليها وعليه السلامُ فقد فزنا وإني والله لأحبُّهم ولو كره النواصبُ والحاقدون وقالوا عني ما يقولون.
ثم إن هؤلاء أعداءَ آل رسول اللـَّـه المطهرين أصحاب الكساء ، أقولُ إن أعداءَ أصحاب الكساء لا يُعاندونني أنا وإنما يُعاندون اللـَّـهَ جل وعز ورَسولَ اللـَّـه -صَلـَّـى اللـَّـهُ عَلـَيْه وَآلـَــهُ وَسَلـَّـمَ- ويُخالفون أوامرَ اللـَّـه ورسوله.
حُبُّ آل رَسول اللـَّـه فرْضٌ على المسلمين لا رَيبَ فيه
> إن اللـَّـهَ عز وجَل قد أنزل في كتابه قوله عَزَّ من قائل: (إنما يُريدُ اللـَّـهُ ليُذهبَ عنكم الرجسَ أهلَ البيت ويُطهرَكم تطهيراً) ، وقد تظافرت الأدلةُ والرواياتُ على أن فاطمةَ وعلياً وابنيهما هم المقصودون بتلك الآية ، أو في مقدمة المقصودين بذلك ، والأحاديثُ الدالةُ على ذلك كثيرة ، وأنقلُ لك أيها القارئُ ما وَرَدَ في كتاب "الدُّر المنثور" للإمام جلال الدين عبدالرحمن بن أبي بكر محمد السيوطي ، قال السيوطي -رحمه اللهُ- في الدر المنثور (أخرَجَ الطبراني عن أم سَلَمَةَ أم المؤمنين رضي اللـَّـهُ عنها أن رسولَ اللـَّـه -صَلـَّـى اللـَّـهُ عَلـَيْه وَآلـَــهُ وَسَلـَّـمَ- قال لفاطمةَ: إئتيني بزوجك وابنيه فجاءت بهم فألقى رَسولُ اللـَّـه -صَلـَّـى اللـَّـهُ عَلـَيْه وَآلـَــهُ وَسَلـَّـمَ- عليهم كساء فدكياً ، ثم وضَعَ يدَه عليهم ، ثم قال : "اللهم إن هؤلاء أهلُ محمد -وفي لفظ آل محمد- فاجعل صلواتك وبركاتك على آل محمد كما جعلتها على آل إبراهيم إنك حميدٌ مجيد".
قالت أمُّ سلمة : فرفعتُ الكساءَ لأدخلَ معهم فجَذَبَه من يدي وقال : إنك على خير. إنتهى.
كما أنزل اللـَّـهُ تعالى في كتابه العزيز قوله جل وعز : (قل لا أسألـُكم عليه أجراً إلا المودة في القـُـربى) ، والمراد بالقـُـربى هُنا كما ذَكَر ذلك العشراتُ من العُلماء وأهل الحديث والمفسرون : هُم قرابةُ رَسول اللـَّـه -صَلـَّـى اللـَّـهُ عَلـَيْه وَآلـَــهُ وَسَلـَّـمَ- وفي مقدمتهم وعلى رأسهم فاطمةُ الزهراء إبنة رسول اللـَّـه -صَلـَّـى اللـَّـهُ عَلـَيْه وَآلـَــهُ وَسَلـَّـمَ- وبعلـُها الإمامُ عليٌّ بنُ أبي طالب ابنُ عم رسول اللـَّـه وابناهما الحَسَنُ والحَسينُ عليهم وعلى رَسول اللـَّـه الصلاةُ والسلامُ.
والأحاديثُ عن رَسول اللـَّـه -صَلـَّـى اللـَّـهُ عَلـَيْه وَآلـَــهُ وَسَلـَّـمَ- التي تَدُلُّ على وُجوب حُبِّ آل رسول اللـَّـه كثيرةٌ ومنتشرةٌ في كـُـلِّ كُتُب الحديث.
وقد أَلـَّـفَ في فضائل أهل البيت عليهم السلام الكثيرُ من أئمة أهل السُّنة والجماعة ، وأهل الحديث ، وكثيرٌ من العلماء منهم على سبيل المثال لا الحصر : الإمامُ أحمدُ بنُ حنبل في فضائل الإمام علي ، والنسائي صاحبُ السنن في خصائص أمير المؤمنين ، وأبو نعيم صاحبُ حلية الأولياء فيما نزل من القرآن في علي، وعبيدالله الحسكاني الحنفي في شواهد التنزيل ، ورسالة في المؤاخاة ، وأبومؤيد الخوازرمي الحنفي في مناقب علي عليه السلام ، ومقتل الحسين عليه السلام ، والكنجي الشافعي في كفاية الطالب ، ومحمد بن محمد المقرئ الشافعي في الأربعين الزاهرة المنسوبة إلى العترة الطاهرة ، والسمهودي الشافعي في جواهر العقدَين ، وابن خليل السلفاني المالكي في الجوهر المقبول في بيان فضل أبناء الرسول ، والمئاتُ غيرُ هؤلاء من العلماء والمحدثين.
كما أَلـَّـفَ في فضل آل رسول اللـَّـه -صَلـَّـى اللـَّـهُ عَلـَيْه وَآلـَــهُ وَسَلـَّـمَ- ومكانتهم الإمامُ المفسِّرُ المحدِّثُ جلالُ الدين عبدالرحمن بن أبي بكر السيوطي في عدة كتب منها :
- كتابه "القولُ الجلي في فضائل علي"، وكتابه الثاني "نهايةُ الإفضال في تشريف الآل" ، وكتابه الثالث "شَدُّ الأثواب في سد الأبواب" بَيـَّـنَ فيه أمْرَ الرسول -صَلـَّـى اللـَّـهُ عَلـَيْه وَآلـَــهُ وَسَلـَّـمَ- سَدَّ الأبواب إلى مسجد الرسول ما عدا باب علي ، ورابعاً جُزء من طرق حديث "أنا مدينة العلم وعليٌّ بابها"، أثبت فيه أن هذا الحديثَ متواترٌ عن رَسول اللـَّـه -صَلـَّـى اللـَّـهُ عَلـَيْه وَآلـَــهُ وَسَلـَّـمَ- ، وخامساً "الثغورُ الباسمةُ في مناقب السيدة فاطمة" عليها وعلى رسول اللـَّـه الصلاةُ والسلام.