بسم الله الرحمن الرحيم
بلا خجل ولا حياء وعبر وسائل الإعلام الرسمية وغيرها وأمام
العالم وبصورة رسمية يصرح اللوزي وزير إعلام صالح باسم السلطة
وترديدا لتهريج علي صالح، بأن اتفاقية الدوحة "
إنتهت" وكأنها علبة فول أو حبوب البرمول، إنتهت فترة
صلاحيتها، وذلك خلاف لما عليه العالم أجمع قديما وحديثا، دينيا
وسياسيا واقتصاديا وفي كل مناحي الحياة،
ولكي نختصر المقال أكثر، ونضع الإجابة على عنوان المقال، فسننظر إلى موضوع
الاتفاقيات في القرآن الكريم وما سيقوله عنها، يقول تعالى
{ يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود}{ الذين يوفون بعهد الله ولا ينقضون
الميثاق}
{واوفوا بعهد الله اذا عاهدتم ولا تنقضوا الايمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله
عليكم كفيلا ان الله يعلم ما تفعلون}
وانظروا في هذه الآية وما فيها من الجزاء لمن نقض العهود والموا ثيق{والذين
ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به ان يوصل ويفسدون في
الارض اولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار} وكم شنع على بني إسرائيل في تفلتهم
ونقضهم للعهود والمواثيق { واذ اخذنا ميثاقكم لا تسفكون دماءكم ولا تخرجون
انفسكم من دياركم ثم اقررتم وانتم تشهدون ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم وتخرجون
فريقا منكم من ديارهم تظاهرون عليهم بالإثم والعدوان} وما نحن فيه الآن من
عدوان السلطة على الناس في صعدة وسفيان هذه الايام بعد نقضها المعلن لاتفاقية
الدوحة يطابق ما في هذه الآية.
ولا حظ الأمر بالإلتزام بعقود النكاح وما يترتب عليه من وجوب دفع المهر
والحقوق للزوجات حيث يعتبر عهدا وميثاقا وصفه بالغليظ { وكيف تاخذونه وقد افضى
بعضكم الى بعض واخذن منكم ميثاقا غليظا } ولا حظوا إحترام الاسلام للعهود
المبرمة بين المسلمين وبين المشركين حيث منع من قتال العدو الذي يلجأ إلى من
بيننا وبينهم ميثاق أو صلح من المشركين {الا الذين يصلون الى قوم بينكم وبينهم
ميثاق او جاؤوكم حصرت صدورهم ان يقاتلوكم او يقاتلوا قومهم ولو شاء الله
لسلطهم عليكم فلقاتلوكم فان اعتزلوكم فلم يقاتلوكم والقوا اليكم السلم فما جعل
الله لكم عليهم سبيلا} وكيف أوجب لمن يقتل من الطرف الذي بيننا وبينهم صلح
وهو مؤمن الدية مع الكفارة { وما كان لمؤمن ان يقتل مؤمنا الا خطئا ومن قتل
مؤمنا خطئا فتحرير رقبة مؤمنة ودية مسلمة الى اهله الا ان يصدقوا فان كان من
قوم عدو لكم وهو مؤمن فتحرير رقبة مؤمنة، وان كان من قوم بينكم وبينهم ميثاق
فدية مسلمة الى اهله وتحرير رقبة مؤمنة فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين توبة
من الله وكان الله عليما حكيما} ولا حظ كيف أوجب علينا مناصرة إخواننا في
الدين ممن لم يهاجروا ولكنه استثنى أن نناصرهم على قوم بيننا وبينهم ميثاق
يعني صلحا إحتراما للصلح {ان الذين امنوا وهاجروا وجاهدوا باموالهم وانفسهم في
سبيل الله والذين اووا ونصروا اولئك بعضهم اولياء بعض والذين امنوا ولم
يهاجروا ما لكم من ولايتهم من شيء حتى يهاجروا وان استنصروكم في الدين فعليكم
النصر الا على قوم بينكم وبينهم ميثاق والله بما تعملون بصير}
وانظر كيف شنع على بني اسرائيل في نقضهم العهود{اوكلما عاهدوا عهدا نبذه فريق
منهم بل اكثرهم لا يؤمنون } وانظر كيف أوجب على النبيء مقاتلة من نقض
العهد{الذين عاهدت منهم ثم ينقضون عهدهم في كل مرة وهم لا يتقون فإما تثقفنهم
في الحرب فشرد بهم من خلفهم لعلهم يتقون}
وانظر يالوزي الى أي مدى يحترم الإسلام العهود حتى مع الكفار والمشركين وكيف
يلزمنا بالاستقامة على ما تصالحنا واتفقنا عليه {كيف يكون للمشركين عهد عند
الله وعند رسوله الا الذين عاهدتم عند المسجد الحرام فما استقاموا لكم
فاستقيموا لهم ان الله يحب المتقين } فأي دين أنتم عليه حتى نحاججكم به.
وانظر كيف يمتدح من يوفي بالعهود ولا ينقض العهد{الذين يوفون بعهد الله ولا
ينقضون الميثاق}
وانظر إلى مآل من ينقضون المواثيق كيف كان الخسران من نصيبهم.
{الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما امر الله به ان يوصل ويفسدون
في الارض اولئك هم الخاسرون}
وأنظر كيف أجب على المسلمين مقاتلة من نكث المواثيق
{وان نكثوا ايمانهم من بعد عهدهم وطعنوا في دينكم فقاتلوا ائمة الكفر انهم لا
ايمان لهم لعلهم ينتهون} والطعن في الدين هو ما أنتم عليه من الكذب فيه ووصف
من يدعو الى القرآن بأنه يدعو إلى الظلام ووصفكم القرآن بالظلام ضمن تصريحاتكم
الكثيرة.
وانظر كيف أوجب مقاتلة القوم الناكثين للأيمان والعهود والاتفاقيات {الا
تقاتلون قوما نكثوا ايمانهم وهموا باخراج الرسول وهم بدؤوكم اول مرة اتخشونهم
فالله احق ان تخشوه ان كنتم مؤمنين}
هذا هو القرآن الكريم يالوزي لو كنت ممن يعرفه ويقدره أنت ورئيسك لما نكثتم
العهود والمواثيق المبرمة برضاء الطرفين وبوساطة دولة عربية شقيقة، ولكن كيف
لكم أن تلتزموا بهديه وأنتم تعبرون عنه وعن الدعوة إليه بالظلام والظلاميين؟
ولو كنتم دولة كما تدعون لكنتم عند مواثيقكم ثابتين، وموقفك هذا دليل على ما
نقوله مرارا أنكم لستم دولة وإنما مجرد سرق ونهابين، وقتلة مجرمين، وأنكم لا
تلتزمون دينا ولا نظاما ولا عهدا ولا ميثاقا،
ولولا خوف التطويل وكون القرآن كفاية لمن له في الله مسكة ودين وكون المسألة
معلومة لدى عامة المسلمين وخاصتهم لأوردت الأحاديث النبوية الكثيرة التي تؤكد
على المسلمين وتلزمهم باحترام العهود والمواثيق.
ثم وحالكم بهذه الصورة من التفلت والنرجسية، فبأي مستمسك تتعامل معكم دول
العالم دون خوفكم منهم وخشيتكم من ضربهم فيما لو تفلتم عن الإتفاقيات
والمعاهدات الدولية، إذ يعني موقفكم هذا من اتفاقية الدوحة، أنكم لو كنتم
أقوياء لنقضتم أي معاهدة تبرمونها مع أي دولة لا تعجبكم.
فكفوا عن الهراء والتزموا إن كنتم مسئولين كما تدعون، وأما إخواننا فموقفهم
ثابت وواضح وحق في أنكم يجب عليكم الالتزام والوفاء بما تم الاتفاق عليه،
ووقعه الطرفان، وهم متمسكون بما تضمنته اتفاقية الدوحة من بنود، ولا يزالون
يعتبرونها حلا للمشكلة ولو لم تضمن لهم كافة حقوقهم بالمستوى الذي يطلبون،
ثم من يضمن لهم من أنكم ستلتزمون بأي اتفاق آخر غير هذه الاتفاقية، في الوقت
الذي يعرفون عنكم أنكم ما التزمتم باتفاق مع طرف من الأطراف لا مع الجنوبيين
ولا مع اللقاء المشترك ولا مع الاشتراكيين ولا مع اتفاقيات الوحدة، ولا مع أي
اتفاقية، فلا تظنوهم أنه سيمضي عليهم من باطلكم وتفلتكم ونكثكم ما أمضيتموه
على غيرهم.