بسم الله الرحمن الرحيم
كنا قد تكلمنا في موضوع سابق عن سذاجة و سخافة الإعلام اليمني الذي تعاطى مع الحرب السادسة في صعدة ، و الذي تخلى عن جميع القيم و الأخلاق المهنية و أستخدم جميع الأساليب الهابطة و الأكاذيب المزيفة لكي يعكس صورة مغايرة عما يدور على أرض المعركة من هزيمة نكراء للجيش في مستنقع صعدة الصامدة ، و من أجل تشويه صورة أبناء صعدة أمام بقية أبناء اليمن ..
و بمجرد دخول السعودية على خط النار ظهر الإعلام السعودي أكثر هشاشة و سذاجة و تدليس و تزييف و تغيير للحقائق ، بما في ذلك من إستهتار بمشاعر الملايين من المشاهدين في العالم ..
فبمجرد أن بدأت العمليات العسكرية على الحدود السعودية باغتتنا قناة العربية بسيل من الصواريخ الإعلامية الكاذبة التي أصابت المشاهدين في مقتل ..
- أول هذه الأخبار كان الإعلان عن القبض على حوثيين متسترين بملابس باكستانية ، وهذا خبر سخيف لأنهم متناسين أن اليمن بأكملها قد لا يوجد فيها مائة باكستاني ناهيك عن محافظة صعدة الذين لا يعلمون شيئآ عن الزي الباكستاني حتى يتستروا به ..
و متجاهلين أيضآ أن مجرد إرتداء هذا الزي من شأنه أن يجلب الشبهة لهم أكثر من دفعها لكونه أمرآ غريبآ جدآ أن نشاهد باكستانيين على أرض صعدة ، و لو قالوا صوماليين أو بالزي الصومالي لكان الخبر أكثر مصداقية من سابقه ..
- الخبرالثاني بالطبع أكثر سخافة فقد تطور الزي الباكستاني حتى وصل إلى خبر إعتقال مقاتلين باكستانيين ، و بالرغم أن حرب صعدة قد مضى من عمرها ست سنوات لم يخطر في بال الإعلام اليمني أن يذكر شيئآ مما ذهبت إليه وسائل الإعلام السعودية ، ناهيك عن عدم تمكنهم خلال كل هذه السنوات من قتل أو إعتقال مقاتل أجنبي واحد مقارنة بالأعداد الكبيرة التي يعلنونها يوميآ من القتلى و المعتقلين ..
- ومن هذين الخبرين نستخلص قضية واحدة و هي إستماتة الإعلام السعودي من أجل إيهام العالم بأن اليمن قد أصبحت بؤرة لتنظيم القاعدة المزعوم فبعد مسرحية محمد العوفي الهزلية الساخرة و قصة العثورعلى جثث مطلوبين سعوديين من تنظيم القاعدة في صعدة ، إختتموها اليوم بقصة الباكستانيين ، و القصد من هذا كله إزالة التهمة عن بلادهم بأنهم الداعم الأول للقاعدة بشريآ ماديآ في العالم ، وتحويل الأنظار بإتجاه اليمن ، وربما هذه هي العلاقة الحميمية بين البلدين حسب فهم البعض لها ..
- الخبر الثالث هو تصميم الإعلام السعودي على قصة إلقاء القبض على عشرات المتسللين الحوثيين بزي نسائي ، و هنا سؤال يطرح نفسه لماذا يتسلل الحوثيون بهذه الطريقة ؟
إن كان الجواب من أجل الهروب من الهزيمة و الموت المحقق ، فكيف سيقنعون الناس بهذا الخبر بينما تمكن الحوثيون قبلها بيوم واحد من صد هجوم بري سعودي و أعتقلوا مجموعة جنود سعوديون و سيطروا على معدات عسكرية وذخائر سعودية من جيش يعتبر من أقوى الجيوش العربية ..
و قبلها بيومين تمكن الحوثيون من السيطرة على جبل الدخان و طرد الجيش اليمني منه ..
و يعني ذلك أن الحوثيين لا زالوا قوة ضاربة و هم المسيطرون الحقيقيون في تلك المنطقة ، فممن سيهربون إذن ؟
أما إذا كان الجواب من أجل القيام بعمليات داخل الأراضي السعودية ، فلا ندري ما نوع هذه العمليات التي سينفذونها بدون أسلحة إلا إذا كان السعوديون يعتبرون العباءة و الخمار سلاحآ فتاكآ في يد الحوثيين ..
و لكن القصد الحقيقي من هذه القصة هي تشديد الخناق على المواطنين اليمنيين المتسللين لطلب المعيشة و إيجاد مبررات لتشديد العقوبة عليهم ..
- أما الخبر الأكثر سخافة و سذاجة فهو العلامات التي يعرف بها الحوثيون من غيرهم ..
ففي إتصال أجرته قناة العربية السعودية أمس مع مراسلهم على الحدود المشتركة ، قال المراسل " محمد اليوسي " أن الجيش السعودي تمكن من إلقاء القبض على مجموعة من المتسللين و من بينهم أربعة حوثيين ..
فسألته المذيعة و كيف تميزون الحوثيين من غيرهم ، فأجابها بكل ثقة نميزهم بتسريحة الشعر فالحوثيون لهم تسريحة مميزة ، و أنا لا أعلم كيف رجال في معركة ضروس من شدتها يستبدلون الماء بالتيمم من أجل الصلاة سيكون لديهم متسع من الوقت لتسريح شعرهم و بنفس الطريقة ..
- و قال نعرفهم أيضآ بنوع اللبس و هنا لم يفصح عن ماهية اللبس الحوثي هل هو الثوب الأبيض الذي كان يرتديه بعض المتسللين الذين أعتقلوهم ، أم أنه الشرشف و الطرحة السوداء التي روجوا لها ، أم أنه اللبس الباكستاني ..
- وقال أيضآ نميزهم بطريقة أكلهم و لم يوضح هنا ما هي الطريقة الخاصة بالحوثيين عند الأكل هل هي إستخدام الشوكة و السكين أم إستخدام العصا الصينية ..
- وقال أيضآ نميزهم بطريقة حديثهم و هنا ربما يقصد أن الحوثيين لهم لهجة جديدة عبارة عن خليط من الكلمات الصعدية و الفارسية و الصومالية و اللبنانية و الباكستانية ..
ومن هنا نتأكد بأن وسائل الإعلام اليمنية و السعودية قد وصلت إلى مستوى متدني من التخلف الإعلامي و الإستهانة بعقل المتلقي ، و مع الأيام ستفقد مصداقيتها و تذهب كل تلك الإمكانيات أدراج الرياح ، و ستضر بصورة البلد التي تمثله و تلبسه بلباس ضيق لا يتناسب مع واقعه .. لأن المشاهد في الأول و الأخير لن يبحث عن الإمكانيات بل سيبحث عن المصداقية أينما كانت ، فأينما وجدها أخذها .. و السلام .. قرين القران