اليمن .. وعلامات الإستفهام

تناقلت وسائل الإعلام العربية في اليومين الماضيين نبأ إدخال الرئيس على عبدالله صالح إلى

أحد مستشفيات العاصمة صنعاء لتلقي العلاج على إثر رضوض أصيب بها أثناء قيامه

بممارسة الرياضة اليومية حسب ما صرح بذلك مصدر يمني مسؤل..

ولكن الغريب في الأمر أنه قد تزامن مع أحداث دامية شهدتها كل من صعدة و أبين ، ففي

أبين تواجه المواطنون الساخطون على السلطة اليمنية و المطالبون بإطلاق سراح

المعتقلين من أبناء ما بات يعرف بالحراك مع مجموعات من الجيش المدجج بالسلاح

مما أدى إلى سقوط عدد من المتظاهرين بين قتيل و جريح ..
وفي محافظة صعدة قامت

السلطة بإستحدات عدد من المواقع و النقاط العسكرية بالقرب من منطقة المهاذر و

التي كانت قد شهدت قبل ذلك بيوم واحد حادثة إغتيال قذرة ومدبرة لأحد الضباط المنتسبين

لمعسكر كتاف شرق صعدة علمآ بأن ذلك الضابط من ابناء إحدى المحافظات الجنوبية ،

وقد باشرت تلك المواقع بإطلاق النار العشوائي على أبناء المنطقة ، وفي اليوم

التالي تحركت حملة عسكرية متوجهة إلى منطقة العند في نية لإستحداث نقاط عسكرية

في تلك المنطقة مما أضطر المجاهدين إلى مواجهة تلك الحملة و الإشتباك معها ..

ولكن وفي خضم تلك الأحداث يقف المواطن اليمني محتارآ و هو يحاول إيجاد تفسيرآ منطقيآ لتلك التداخلات ..

فلو كان الرئيس اليمني قد دخل المستشفى لأمر طبيعي كما أوضح المصدر فمن الذي أصدر

الأوامر أو على الأقل أعطى الضوء الأخضر لتلك التطورات و الخروقات التي شهدتها محافظة

صعدة بالتزامن مع دخول الرئيس إلى المستشفى و من الذي سمح للجيش بقتل ذلك

العدد من المتظاهرين في محافظة أبين ، فهل يعقل أن قيادة الجيش لم تعد تعير

للرئيس أي إهتمام وأنهم أصبحوا قوة منافسة لفخامة الرئيس وربما أصبحوا يملكون

صلاحيات فوق صلاحيات الرئيس نفسه و يدل على ذلك تلك التصرفات الغير مسئولة و

التي لم يراعى فيها حرمة لدم و لا إحترام لأحد ..

أما إذا كان الرئيس هو الذي أصدر تلك الأوامر فلماذا إختار ذلك التوقيت بالذات عمليات في

الجنوب و إغتيالات في صعدة و تحركات عسكرية في مناطق أخرى ، و هل كان يقصد بتلك

الأعمال الإجرامية التي اعتاد عليها طيلة فترة حكمة التغطية على السبب الحقيقي وراء

دخوله المستشفى وخاصة أن هناك ثمة أخبار تشير إلى أن الرئيس مصاب بمرض خبيث قد

يكون سرطانآ إستشرى في جسده ، أم على العكس من ذلك و أنه أراد بخدعة الدخول

إلى المستشفى لفت أنظار الصحفيين و الإعلاميين و المواطنين أيضآ و إشغالهم عما

يعد له من نية لإشعال فتيل حرب شاملة مع كافة أبناء اليمن في الشمال و الجنوب ..

غير متجاهلين عملية إغتيال ضابط في الجيش من أبناء الجنوب وخاصة أن ذلك الضابط

ربما كان متوجهآ إلى منطقته الأصلية التي تشهد غليانآ حقيقيآ ضد الأعمال العنصرية التي

يقوم بها أفراد النظام الحاكم ضد أبناء المنطقة ، و هل يمكن أن يكون النظام و السلطة

أرادوا بتلك الجريمة ضرب عصفورين بحجر ، التخلص من ذلك الضابط الذي ربما كان له

شعبية كبيره عند أبناء منطقته ، والإيقاع بين أبناء اليمن الواحد الحوثيين في صعدة و الحراك في الجنوب ..

وإلى الآن مازالت علامات الإستفهام تحيط بتلك الأحداث و ربما تساعد الأيام المقبلة

على إزالتها ، إلا أن الأمر الذي أصبح جليآ هو أن ذلك النظام الفاسد وتلك السلطة المتسلطة

قد أفسدت في الأرض وأهلكت الحرث و النسل و أن إصرارها على مضاعفة الأعمال

الإجرامية ضد الشعب مؤشر بإذن الله تعالى على إقتراب أجلها وإختفاء أثرها من أرض اليمن ..