لاشك أن اليمن هذه الأيام يعيش حالة من عدم الإستقرار بسبب السياسات الداخلية الخاطئة التي تمارسها السلطة الحاكمة ضد أبناء اليمن ، إضافة إلى فتح الباب على مصراعيه أمام التدخلات الخارجية في صنع القرارت اليمنية الداخلية ..
ولكن العبارة التي أفاقت عليها وسائل الإعلام العربية و العالمية بعد سبات طويل ، وتجاهل فاضح للجرائم البشعة التي إرتكبتها السلطة بحق أبناء صعدة وغيرهم من المؤمنين في المحافظات الشمالية ، والتمييز العنصري و مصادرة الحقوق المشروعة ضد أبناء المحافظات الجنوبية ، هي ) اليمن نحو التأزم من جديد (..
ولكن السؤال المطروح هذه الأيام هو : هل اليمن فعلآ يتجه نحو التأزم أم أنه يتجه نحو الإنفراج ؟
فلو نظرنا إلى الأحداث الحاصلة هذه الأيام من الزاوية التي تنظر منها بعض وسائل الإعلام المنحازة للنظام الحاكم و هي زاوية النظام نفسه ، لوجدنا فعلآ أن اليمن يتجه نحو التأزم بالنسبة لهم ، فهاهي عروشهم تتهاوى ، وهاهو جبروتهم يستكين ، وهاهي قوتهم تضعف ، وهاهي أوراقهم تحترق ، وهاهو سحرهم ينقلب عليهم ، وهاهم الآن قد بدأو يستقون من كأس ظلمهم الذي طالما تحساه المواطنون من أيديهم ، فعلآ إن هذا النظام الفاسد و أزلامه بدأو يدخلون في أزمة حقيقية ، بعد أن إنكشفت أكاذيبهم ، وأنفضحت خططهم الرامية إلى إستعباد أبناء الوطن ، وبيع ثرواته لمن لا يريد لليمن وشعبه إلا التعاسة و الدمار ، حتى قوتهم التي كرسوا سنين حكمهم كلها لتكديسها وتطويرها لتهديد المواطنين و العبث بأمنهم وإخضاعهم للباطل بقوة السلاح ..
أعوام طويلة مرت على أبناء اليمن و هم ينظرون إلى العالم بحسرة و هم يعيشون عصر السرعة و التطور بينما هم يفتحون كل يوم صفحة جديدة من صفحات الجهل و التخلف الذي تعمدت السلطة الظالمة إدخال شعبها فيه ، ولكن الوقت قد حان أن نقتصد من جبروتكم ويد العمالة من خلاف تقطع ..
أما إذا نضرنا إلى تلك الأحداث بعين المواطن البسيط ، فإن المعادلة حتمآ ستكون مختلفة تمامآ ، لأنهم يشعرون بأن الأمور تتجه نحو الإنفراج ..
فبعد سنوات مأساوية بكل ما تعنيه الكلمة في محافظة صعدة وبعد سنوات الحصار و الدمار التي عاشها أبناء المحافظة ، هاهم اليوم بعدما صرخوا في وجه الطغيان وساروا في ركب القرآن ، يحكمون قبضتهم على بلادهم و يطردون منها فلول العمالة و الإستكبار و أشرقت عليهم شمس الحرية من جديد ، وبدأ الخير يعم البلدان ، وشعر الناس بالأمن و الأمان ، وهم يرون جنود الله يواصلون الليل بالنهار لتأمين الناس في كل مكان بعد أن شاع الخوف في كل طريق ، وبعد أن تحول جيش السلطة إلى مجاميع لإبتزاز المواطنين وقطع الطريق على المسافرين ، أما الآن فبإشراف مباشر من السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي حفظه الله ورعاه وسدد على طريق الخير خطاه رسم الأبطال المجاهدون مع الأحرار من المواطنين أجمل وأروع صورة إجتماعية تجلت فيها صور الوفاء و الإخاء و الصدق و الإخلاص و المحبة و التكاتف و التكافل الإجتماعي ، و قلوبهم تنبض بالوفاء لليسد البطل الشجاع رمز الحرية و الفداء السيد حسين بدر الدين الحوثي ، كيف لا وصورته تملأ الأفق ولا تكاد تفارق الأنظار و قد جرى حبه في القلب مجرى الدم في الشريان ..
وغير بعيد عن صعدة صرخ أبناء الجنوب بصوت الحرية في وجه الظلم و الطغيان سعيآ منهم لإستعادة حقوقهم المنهوبة و حريتهم المسلوبة ..
وبدأت تدور الدوائر على رؤوس العملاء في كل مكان ..
فالوطن هو اليمن ، و اليمن هو الشعب ، والشعب هم الأحرار و الشجعان ... وحقآ ، حقآ ، حقآ إن اليمن الآن يعيش أزمة الإنفراج .